.السلام عليكم.
.اليوغا، تلك العملية التي كانت محاطة بالأسرار، التي ظل
يتوجه إليها الباحثون عن الروحيات الذي يرغبون في تحقيق السلام الداخلي
لأنفسهم، تحولت اليوم إلى واحدة من النشاطات المعتادة للأميركيين مثلها
مثل الركض والهرولة أو تمارين الآيروبيك. وقد تحول هذه الشعبية الجديدة
اليوغا إلى عتلة بيد الأشخاص المعانين ضغط الدم المرتفع، عجز القلب،
والأنواع الأخرى لأمراض القلب والأوعية الدموية. تقول الدكتورة سوزي
بيرتش، المشرفة الطبية على التدريب في كلية الطب في هارفارد، التي درست
فوائد اليوغا والوسائل الأخرى التي تركز على التحكم بالجسد والذهن: «إن
اليوغا نشاط ممتاز للناس الذين لم يقوموا بأي تمارين رياضية على مدى سنوات
والذين ليسوا أقوياء بما فيه الكفاية».
وتفترض نتائج واعدة من عدد صغير من الدراسات أن توليفة من ممارسة اليوغا
مع إجراء تمارين الاستطالة أو التمدد، النشاطات الرياضية البسيطة، التحكم
بالتنفس، والتفكير الذهني الكامل الوعي، ربما توفر في مجموعها فوائد محددة
للأشخاص المعانين أمراض القلب والأوعية الدموية.
اليوغا وأمراض القلب
* تأتي كلمة «يوغا» من المصطلح السنسكريتي الذي يعني «الاتحاد»، وهي تتوجه
إلى توحيد الجسد مع الذهن سويا مع التحديات اليومية للحياة في تجربة واحدة
موحدة بدلا من إبقائها منفصلة.
وهناك الكثير من أشكال اليوغا.. ابتداء من النوع الرقيق والمسالم المسمى
«يوغا هاذا» hatha yoga وانتهاء بالنوع النشط «القوي» المسمى «أشتانغا»
ashtanga. وسوف نركز في هذا الموضع على «يوغا هاذا» بوصفها من المنطلقات
الأولية الجيدة.
وتشمل الطريقة المتبعة في «يوغا هاذا»، تحقيق التوازن بين الذهن والجسم
بواسطة 3 خيوط مترابطة: وضعية جسدية محددة تسمى «أساناس» asanas، التحكم
بالتنفس، وتهدئة الذهن من خلال الاسترخاء والتأمل. وهذه الخيوط الثلاثة
تؤدي مهمتها سويا.
كيف يتأتى لهذه الوسيلة تحسين صحة القلب والأوعية الدموية؟ أولا: إن اتخاذ
وضعيات جسدية متنوعة أثناء جلسة من جلسات اليوغا يؤدي مهمة تمرين العضلات
برقة. وكل أمر يؤدي إلى تنشيط عضلاتك يكون مهما للقلب والأوعية الدموية،
كما يساعد هذا التنشيط على أن تصبح العضلات أكثر حساسية للأنسولين، وهذا
أمر مهم للتحكم بمستوى سكر الدم.
أما تمارين التنفس فإنها تساعد على إبطاء معدلات التنفس؛ إذ يأخذ الإنسان
عددا أقل من شهقات التنفس العميقة في الدقيقة، الأمر الذي يخفض بشكل مؤقت
من ضغط الدم المرتفع ويهدئ الجهاز العصبي السمبثاوي المسؤول عن توليد
هرمونات التوتر.
ويوفر كل من الوضعيات الجسدية وتنظيم التنفس نوعا من التأمل الجسدي الذي
يركز على تصفية الذهن وتنقيته. وقد ظهر أن كلا من التأمل والذهن كامل
الوعي أثناء ممارسة اليوغا يساعد مرضى القلب والأوعية الدموية الذين
يمارسون هذه الوسيلة.
فوائد محتملة
* كما يرى القراء فإن كلمات مثل «يمكن» و«ربما» و«بالمستطاع» و«ربما
بالمستطاع» موجودة في هذه المقالة أمامهم. وهذا يعود إلى أن الأبحاث حول
العلاقة بين اليوغا وأمراض القلب والأوعية الدموية لا تزال في بداياتها.
وقد ركز أكثر من 10 من الدراسات على الفوائد المحتملة لليوغا للمصابين
بأمراض القلب، إلا أن التجارب التي أجريت كانت صغيرة في الغالب، أو أنها
افتقدت الإطار العلمي القوي المطلوب عند البحث في الأسباب ونتائجها.
وتفترض جملة الدراسات تلك أن اليوغا يمكنها أن:
* تخفض من ضغط الدم المرتفع.
* تحسن أعراض عجز القلب.
* تخفف خفقان القلب.
* تعزز نقاهة القلب.
* تخفض عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل مستويات الكولسترول، سكر الدم، وهرمونات التوتر.
* تحسن توازن الجسم، وتخفض عدد مرات السقوط على الأرض، تخفف التهاب
المفاصل، وتحسن التنفس لدى الأشخاص المعانين مرض الانسداد الوعائي الرئوي.
وتجرى حاليا عدة دراسات مراقبة عشوائية تساعد على التعرف على إمكانات
اليوغا الكبيرة - أو القليلة - في مساعدة المصابين بأمراض القلب والأوعية
الدموية. وحتى إن جاءت نتائج تلك الدراسات كلها مؤكدة لأهمية اليوغا
فعلينا أن نشير إلى أن اليوغا لا توفر وقاية سحرية ضد أمراض القلب أو أنها
تشفي منها! وبدلا من ذلك فإن اليوغا يمكنها أن تكون طريقة مفيدة للتعامل
مع أمراض القلب والأوعية الدموية.
ممارسة اليوغا
* إن البدء بممارسة اليوغا قد يمثل تحديا، كما أن حضور صف من صفوف اليوغا بوجود 30 شخصا يمكن أن يكون صعبا على المبتدئين.
إن كنت من الذين تعدوا سن الثلاثين حاول التسجيل في واحد من صفوف اليوغا
التي توفر مجموعة متكاملة من ممارساتها - وضعيات اليوغا الجسدية، تنظيم
التنفس، والتأمل - بدلا من الصفوف التي توفر «تمارين رياضية مع ممارسة
اليوغا» مثلا.
وبما أن المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية غالبا ما يعانون أيضا
مشكلات صحية أخرى مثل التهاب المفاصل وهشاشة العظام اللذين يحددان مرونة
أجسامهم، فإن على مدربي اليوغا خلق أوضاع جيدة لممارستهم اليوغا تتواءم مع
متطلباتهم وقدراتهم ومحدودية إمكاناتهم، وفقا لما تقوله كارول كروكوف،
الاختصاصية في العلاج باليوغا في شركة «ديوك إنتريغراتيف ميديسن» المتخصصة
في اليوغا العلاجية لكبار السن.
وتمارس كروكوف اليوغا. وفي عام 2008 عندما خضعت لعملية جراحة القلب
المفتوح بهدف استبدال صمام في الأورطى وإزالة تجلط الدم في هذا الشريان،
مارست كروكوف وسيلة التأمل لكي تتدرب على الاسترخاء قبل الذهاب إلى غرفة
العمليات، إضافة إلى ممارستها عملية التنفس البطيء وكذلك التأمل بعد
الانتهاء من العملية.
تقول كروكوف: «لا ينبغي أن يكون الإنسان سلبيا ويطلب الحصول على العلاج.
فكل ما عليه أن يعمله هو أن يقوم بممارسة جوانب اليوغا التي يمكن لأي شخص
إجراؤها بسهولة: تنظيم التنفس والاسترخاء».
.