تصاعدت أمس وتيرة الأحداث الميدانية في سوريا، حيث وسعت قوات الجيش من نطاق عملياتها علي الأرض لقمع المتظاهرين المطالبين بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في سهول حوران و درعا و حمص و بانياس.
وقال شهود عيان إن ثماني دبابات علي الإقل تابعة للجيش السوري اقتحمت بلدة طفس الجنوبية قرب درعا في منطقة سهول حوران, و التي يبلغ عدد سكانها نحو 30 ألف نسمة في السادسة من صباح أمس من أربعة محاور. وأضافوا أنهم سمعوا دوي أعيرة نارية وأن قوات تابعة للجيش وأجهزة أمنية تقتحم المنازل لاعتقال شبان.
ونقلت( بي بي سي) عن مصدر موثوق سوري, رفض الكشف عن اسمه, قوله' إنه سمع دوي إطلاق نار كثيف في بلدة' طفس' السورية بعد أن اقتحمتها وحدات من الجيش السوري من أربعة محاور داخل البلدة'.
وفي مدينة بانياس الساحلية, اعتقلت قوات الأمن السورية مالا يقل عن 200 شخص بينهم صبي في العاشرة من عمره. و أكد شهود عيان من المدينة أن كافة أشكال الاتصال الأساسية قطعت عن المدينة, فضلا عن قطع المياه والكهرباء
. وفي لندن, أكدت صحيفة' الجارديان' البريطانية أن مدينة' بانياس' السورية باتت علي شفا مذبحة, وقالت إن المخاوف تتصاعد بقوة من تكرار الممارسات الدموية التي استخدمها نظام الأسد في' درعا' ضد المحتجين في' بانياس', فيما تواصل الدبابات تدفقها علي هذه المدينة المطلة علي البحر المتوسط.
وذكرت الصحيفة أن كل الأعين تتجه الآن الي بانياس بعد المواجهات الدامية التي خلفت ما لا يقل عن 30 قتيلا في ربوع سوريا, فيما لم تتورع القوات الموالية لنظام الأسد عن إطلاق النار علي أربع نساء في مدينة بانياس وقتلهن.
وأضافت الجارديان أن بانياس باتت الآن محاصرة من كل الاتجاهات, وليس بمقدور أي شخص دخول هذه المدينة, أو الخروج منها, فيما عمدت السلطات لتكرار تكتيكات سبق استخدامها في مدينة درعا مثل حرمان السكان من كل المتطلبات الأساسية وقطع الكهرباء وخدمات الاتصالات الهاتفية.ومضت الصحيفة في تقريرها تقول إن مجموعات من سكان بانياس عمدوا في المقابل لتشكيل سلاسل بشرية كأسلوب للمقاومة السلمية في مواجهة الاجتياح المتوقع لمناطقهم السكنية التي يقطنها المنتمون للأغلبية السنية
ولاحظت الصحيفة أن تصعيد نظام الأسد لحملته القمعية ضد المحتجين جاء رغم العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة علي بعض رموز هذا النظام, فضلا عن العقوبات المنتظرة من جانب الاتحاد الأوروبي.