اقتحمت قوات تابعة للجيش السورى ضاحية المعضمية بدمشق فجر أمس، وقامت بعمليات تمشيط ودهم "دار دار" بحثا عن مطلوبين على خلفية الاحتجاجات الأخيرة فى المدينة، فى وقت يواصل الجيش السورى عملياته فى بانياس التى نفذ فيها اعتقالات واسعة، فى حين قتل متظاهرين فى دير الزور وصبى فى حمص برصاص قوات الأمن.
وذكرت الـ "بى بى سى" أنه سمع صوت إطلاق نار فى المعضمية كما انتشرت حواجز للأمن والجيش فى أحياء المدينة، كما تم قطع الكهرباء والماء والاتصالات، بالإضافة إلى قطع الطريق المؤدية من هذه البلدة إلى العاصمة مقطوعة.
وقالت المنظمة السورية لحقوق الإنسان، إن الجيش السورى يواصل عملياته فى بانياس التى شهدت تظاهرة نسائية للإفراج عن معتقلين اثر حملة اعتقالات واسعة شنتها قوات الأمن.
وقال رئيس المرصد السورى لحقوق الإنسان رامى عبد الرحمن، إن عمليات تفتيش المنازل تواصلت ليلة أمس فى مدينة بانياس الساحلية التى لا تزال الدبابات فيها، بينما استمر قطع المياه والكهرباء والاتصالات الهاتفية فيها.
وأضاف عبد الرحمن، أن حملة الاعتقالات التى استمرت ليلا تستند على قوائم تضم أكثر من 400 شخص فى المدينة حيث أوقفت قوات الأمن مساء ليلة أول من أمس قادة الاحتجاج فيها، مشيرا إلى أن من بين المعتقلين الشيخ أنس عيروط، الذى وصفه بأنه "زعيم الحركة" وبسام صهيونى الذى اعتقل مع والده وأشقائه، إضافة إلى توقيف أصحاب متجر لبرمجة الإنترنت فى المدينة، مشددا على أن بانياس صارت "معزولة عن العالم الخارجى".
وفى مدينة دير الزور، قال شاهد عيان لوكالة "رويترز" للأنباء، إن القوات السورية قتلت اثنين على الأقل من المتظاهرين العزل حين فتحت النار على مظاهرة ليلية فى مدينة دير الزور الشرقية، وأضاف الشاهد من حى المطار القديم فى المدينة القبلية توجد جثتان على الأرض ولا يمكن لأحد الوصول إليهما، وما زال يوجد إطلاق للنار ويفر الناس من المكان.
ومن جانبها، أدانت فرنسا أمس استمرار أعمال القمع فى سوريا، مشيرة إلى أعمال العنف الجديدة والاعتقالات العشوائية والجماعية التى غالباً ما تترافق مع التعذيب والمعاملة السيئة من قبل القوات الأمنية.
وأصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بياناً أعلنت فيه عن إدانة القمع المستمر فى سوريا، ورأت أن «اعتقال شخصيات معتدلة ومسالمة غير مقبول». مكررة الدعوة إلى تحرير المعارض رياض سيف المصاب والذى تم اعتقاله يوم الجمعة الماضى فى دمشق، تماماً كما تحرير كل السجناء السياسيين. معربة عن قلق فرنسا الشديد نتيجة «رفض السلطات السورية السماح لوسائل الإعلام الدولية بالدخول إلى المدن التى تشهد أعمال عنف لتغطية الأحداث بحرية».